التعليم التعاونى
حكى الفليسوف الاغريقى Aesop قصة فلكي كان يعتقد بأنة قادر على قراءة المستقبل فيالنجوم.وفى إحدى الليالي بينما كان سائرا في طريق مكشوفوعيناه تحدقان في النجوم سقط في حفرة مليئة بالوحل والماء. وحاول أن يتسلق جدرانالحفرة الزلقة فلم يستطع ذلك فصاح طالبا الغوث والنجدة. جاءة أهل القرية فانتشلوهمن الوحل وقال له أحدهم:
ما فائدة قراءة المستقبل في النجوم أن كنت لا تستطيع أن ترىالحاضر على الأرض عند قدميك؟
وهذا يشير إلى أنة ليس من الضروري أن يكون اختيارك إما هذا أو ذاك . فالقادة ينظرون إلى النجوم والى الأرض في وقت واحد فيجعلون الرؤيا قوية ومثيرة وفىنفس الوقت يضعون أهدافا فورية قصيرة الآجل قابلة للتحقيق.
ومن ثم يجب التركيز في وقت واحد على الرؤياالمستقبلية للمدرسة التعاونية وعلى كل خطوة صغيرة تحتاج إليها لتصل إلى تحقيق تلكالرؤيا .
أولا؛قيادة المدرسةالتعاونية
المدارس هيمجموعة علاقات وتفاعلات بين الناس.وطريقة تركيب التفاعل البينشخصى هي التي تقرر مدىفاعلية المدارس.
وهناك ثلاثطرق لبناء العلاقات في المدارس:
1- تنافسيا ( يتنافس الأفراد ليروا من هوالأفضل
2- فردانيا ( كل يعمللنفسه مستقلا عن الآخرين
3- تعاونيا ( يعمل الأفراد معا ليحققوا أهدافا مشتركة
أما مسؤوليات القائد فتتضمن التأكد من إن التفاعلاتالبنيشخصية تتوجة نحو تحقيق أهداف المدرسة بطريقة تعاونية.
ومن المهارات الأساسية التي يحتاجها جميع القادةمعرفة الطريقة لبناء أوضاع أو مواقف تعاونية وهذا يتطلب قيادةقادرة.
أنت تظهر مواهبكالقيادية بما يلي:-
1- تحدى الوضع القائم وتحدى نموذج التعليم القديم.
2- الهام العاملين رؤية ما ستكون المدرسة علية إذا تماستخدام التعليم التعاوني للطلاب وتكوين الفرق التعاونية من أعضاء الهيئةالتدريسية.
3- تمكين الطلاببتنظيمهم في مجموعات تعلم تعاوني وكذلك بالنسبة للمعلمينوالمدرين.
4- القيادة بالقدوةالحسنة وذلك من خلال إقدامك على المخاطر لتحسين الخبرة المهنية واستخدام الطرقالتعاونية.
5- تقوية عزائمالطلاب وهيئة التدريس والعاملين الآخرين.
إن نجاح مثل هذه القيادة تحقق المدرسة التعاونية التيتتألف من هيكل تنظيمي عالي الأداء وتعمل بالفرق ويهيمن فيها التعلم التعاوني علىطرق التدريس وتهيمن الفرق على جهود هيئة التدريس.
ثانيا؛تحدى الوضع القائم
يمكن تحدىالوضع القائم بتسليطك الضوء على:-
1- عدم فاعلية الهيكل التنظيمي التنافسي وغير المتماسك والقائم على الإنتاجالكمي.
2- عدم فاعلية نموذجالتعليم القديم .
ويجب تحدى الوضع الحالي لأنه هو الذييقرر إلي حد بعيد طرق تصرف الطلاب وهيئة التدريس والمدرين.
إن نظام التعليم القديم يركز على صب المعلم المعارف في الأوعية الفارغةفي عقول الطلاب عن طريق المحاضرات والمناقشة الصفية الكلية وأوراق العمل.وطالما بقىأعضاء هيئة التدريس والعاملين متمسكين بالنظام القديم فستظل فاعلية التعليممحدودة.يجب تحويل الطبيعة التنظيمية للمدارس إلي طبيعة تعاونية بغية زيادةالإنتاجية والتشجيع على مزيد من الاهتمام والرعاية وعلاقات الالتزام الدعمالاجتماعي والتقدير الذاتي للمهنة.
ثالثا؛أقم رؤيامشتركة
الرؤيا المشتركة يجبأن تكون
1- ذات هيكل تنظيمي عالي الأداء قائم على عملالفريق.
2- ذات نظام تعليمي جيد.
ومطلوب منك أن تلزم نفسك بالرؤيا وأنتوصلها إلي الآخرين وان تجعلها رؤيا مشتركة يتبناها أعضاء هيئة التدريس والعاملونكأنها رؤيتهم وأن تسلط الضوء على مسوغاتها. ولتكن الرؤية ملزمة يجب أن تكون مبررةوعقلانية وقائمة على نظرية متماسكة تؤكد صحتها البحوث ويمكن ترجمتها إلي إجراءاتعملية.
رابعا؛مكنالطلاب من خلال الفرق
هذه أهم خطوة لتوفير القيادة. فتمكينالطلاب يتم عن طريق مجموعات التعلم التعاوني . كثير من الطلاب قد يشعرون بعدمالمقدرة والعجز والإحباط.فإذا أعطيتهم فريقا تعاونيا فانك توفر لهم الأمل والفرصةوالمساعدة.
ويتكون صلب المجموعات التعليمية التعاونية من خمسة عناصر :
الاعتماد المتبادل الايجابي * التفاعل المشجع وجها لوجه * والمسؤولية الفردية * والمهارات الاجتماعية * والمعالجة الجماعية.
ولكي تشجع على استخدام التعلمالتعاوني يجب ان تكون قادرا علي:-
1- معرفة إن كان أعضاء هيئة التدريس يستخدمونمجموعات تعلم تعاوني أم مجموعات صفية تقليدية.
2- يجب أن تفهم أنواع التعلمالتعاوني المختلفة وتدعو لاستخدامه.
3- أن توفر برنامج تدريب عاليالجودة.
4- أن تدعم وتشجع المعلمين الذين يستخدمون التعلم التعاوني فعلا وأنتشرف عليهم.
أما تمكين الهيئة التدريسية فيتم بتنظيم أعضائها في فرق تعليميةتسودها روح الزمالة وبإشراكهم في صنع القرارات في الموقع وذلك بهدف التحسين المستمرلخبرات المعلمين في استخدام التعلم التعاوني.
والأنشطة الأساسية الثلاثة التييقوم بها الفريق التي تسوده روح الزمالة هي:-
1- المشاركة في نقاشات مهنية حولالتعلم التعاوني.
2- التخطيط والتصميم والتحضير والتقييم المشترك لدروس تعلمتعاوني.
3- التعليم والمعالجة المشتركة لدروس تعاونية.
وإما إشراك هيئةالتدريس والعاملين في صنع القرارات في الموقع فينطوي علي استخدام مجموعات مهماتتقوم بالنظر بعناية في قضية معينة وتجرى بعض أعمال البحث حولها لتخرج بتوصية ترفعهاالي مجموع العاملين حول افضل لحلها وكذلك مجموعات صنع قرار مؤقتة لتشرك جميع أعضاءهيئة التدريس والعاملين الآخرين في تبنى أفضل الحلول وتنفيذه تنظر مجموعات صنعالقرار المؤقتة في توصية مجموعة المهمات لتقرر إما قبول الحل المقترح أو تعديله . ترفع كل مجموعة مؤقتة قرارها إلي الهيئة بتكاملها ويدور النقاش حوله ليصلوا إليقرار الإجماع.
ويجب أن يتم بناء جميع الفرق بعناية وتفقدها بصورة متواصلة ويجبأن يكون هناك اعتماد متبادل ايجابي وتفاعل مشجع وجها لوجه بين الأعضاء ومسؤوليةفردية واستخدام سليم للمهارات الاجتماعية وأخيرا معالجة لمدى فاعلية عملالمجموعة.
خامسا؛قدبالقدوة الحسنة
يمكنك أن تقود بالقدوة الحسنة منخلال:-
1- استخدام الإجراءاتالتعاونية.
2- المخاطرة من أجل تحسين الخبراتالمهنية.
3- إدخال العناصر الأساسية الخمسة بعنايةفي كل جهد تعاوني.
فأنت تظهر أولويتك والتزاماتك بأنتعيشها لأن ما تفعله يشكل بيانا عمليا علي ما تؤمن به.
وتأتي الثقة بالنفس والتي هي من ضرورات القيادة. من التجربة والفشلوالتعلم من الأخطاء ثم التجريب مرة أخري .
سادسا:- قوالعزيمة
ينبع الالتزام ببذل جهود لمدة طويلة منالقلب ( العزيمة) وليس من الرأس( العقل.(
ويمكن تقويةعزائم الأفراد بوسيلتين:-
1- تقدير الإسهامات الفردية تجاه الرؤيا المشتركة.
2- إجراء احتفالات جماعية متكررة بالإنجازاتالفردية والمشتركة.
أنت بمكانك إن تمنح الناس الأملوالشجاعة ببحثك عن الفرصة الطيبة لهم وبتنظيم الاحتفالات بصورةمتناغمة.
ونجد أن علاقات الرعاية والاهتمام هي التيتوفر العزيمة لمواصلة تحسين الخبرة في تنفيذ التعلم التعاوني إلي أجل غير محدود كماإن الأعمال الحقيقية الصادقة التي تنم عن الاهتمام هي التي تجذب الناس بعضهم البعضليسروا معا إلي إلمام. ويكمن سر القيادة المثلي في إقامة بنيان تعاوني وفي تشجيعمشاعر الاهتمام والالتزام.
وأخيرا؛اقفز فوق الهاويةلتتخطاها
أمام المعلمين خياران فإما الأمان القصيرالآجل الذي يتمثل بالسير على درب الوضع القائم وهو ما سيقودهم إلى الفشل على المدىالبعيد من خلال تعليمهم الطلاب بطرق تنافسية وفردا نية تقادم بها العهد وعفا عنهاالزمن . وأما الإقدام على مخاطر قصيرة الآجل من أجل تحقيق نجاح طويل الأمد في تعليمالطلاب وإعدادهم للانخراط في العالم الحديث .
والمديرون العاديين هم الذين ينظمون المسيرة السهلة لاستمرار الوضعالقائم.
أما القادة فيلهمون المعلمين ويشجعونهم علىالقفزات الصعبة التي تزيد من كفاءاتهم